في الاحتجاجات الثانية لهم أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، هتف المحتجون الذين حملوا أعلام تركيا وفلسطين وتركستان الشرقية قائلين: "ماوي مرمرة شرفنا"، "إسرائيل! اخرجي من فلسطين"، "المسجد الأقصى شرفنا".
"سنقوم بحملة يراها الجميع!"
وقد خطب رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية IHH، بولنت يلدرم، بالمحتجين أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، وجاء على لسانه تذكير بمقولة أردوغان "وان مينيت / دقيقة واحدة!" والاعتداء الإسرائيلي على سفينة أسطول مرمرة، وتحدث قائلاً: "في الماضي وقف قسم من الشعب التركي إلى جانب إسرائيل في حرب الأيام الستة، وكنا مخدوعين، لكن الشعب التركي كله اليوم إلى جانب فلسطين، وسبب هذا هو الاعتداءات الإسرائيلية. لقد استيقظ شعبنا وازداد وعياً. واستيقظ الأسد من نومه، فاسمع هذا الصوت يا نتنياهو!". وبين يلدرم بأنهم سيتحركون بصبر وانضباط، وأن سير الأحداث في فلسطين سيشكل ردود أفعالهم، وأضاف: "لقد عزم الصهاينة على الاعتداء على المسجد الأقصى بين الساعة 9 و 11 صباحًا"، ثم تابع حديثه على النحو التالي:
"لقد رأوا تصميمنا. وأننا مستعدون لدعوتكم من جديدٍ إن عزموا على مهاجمة المسجد الأقصى. وسنقوم في هذه المرة بعمل أكبر، وسيرى الجميع ما هو هذا العمل. وإنهم يعلمون أننا لا نتحدث عبثًا. لا تنسوا أن إسرائيل قامت باختبار العالم، وفي نهاية هذا الاختبار، قاموا بتأجيل هذا القرار في محلّة الشيخ جراح لمدة شهر واحد. إنهم يريدون انخفاض نبض تركيا في غضون شهر. فهل ينخفض نبض تركيا؟ العالم كله يقول: "القدس خطنا الأحمر!". فما هو الخط الأحمر؟ كما تعلمون، اللون الأحمر يرمز إلى الدم، ونقول: "بدمائنا نرسم حرية القدس، ولا نسلمها للصهاينة أبداً. تذهب منا الرؤوس وتزهق الأرواح، ولكن لا تحسبوا ذلك مجرد حب للموت، بل نقدم تلك الرؤوس في سبيل سجدة حرةٍ في المسجد الأقصى. وعندها، وعند تلك السجدة في المسجد الأقصى، لن تكونوا أنتم فيها، ستُدحرون من هناك! فالقدس عاصمة المسلمين! والقدس مدينة السلام".
"ستُقهر القوى التي يُعتقد أنها لا تغلَب"
وذكر رضوان قايا، الرئيس العام لجمعية أوزغور دار (Özgür-Der) في خطابه أنه سيكون من الخطأ الاقتصار على رؤية مشاهد الظلم والاضطهاد عند النظر إلى فلسطين، وقال: "ففي فلسطين كذلك، المقاومة التي هي فخر الإنسانية والأمة الإسلامية. وإذا كانت هناك مقاومة فهناك أمل. وكلما نتفض الأبرياء تُقهَر القوى التي يُعتقد أنها لا تغلَب، وتنهار. لقد رأينا سابقاً كيف أن الظالمين في مختلف بلاد الأمة ولوا مدبرين، رغم مزاعم القوة والحصانة والتفوق. إننا على يقين أن الله تعالى سيرينا ويري العالم كله انهيار الصهيونية وظلمهم في الأراضي الفلسطينية".
"امتلأت القدس بالدماء والدموع بعد خروجها من الحكم العثماني":
قال أنيس أمين أوغلو، الرئيس العام لوقف الشباب التركي (TÜGVA)، إنهم زاروا القدس منذ تأسيس الوقف. وأشار إلى أن القدس كانت تنعم بالأمن والسلام، عندما كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية. وأضاف قائلاً: "مع انسحاب العثمانيين من هذه الأراضي، وقدوم الإنجليز، انتشر فيها الظلم، ولم يفارقها الدموع والدماء منذ 100 عام". وجاء على لسان أمين أوغلو تذكير بقول موسى حجازي الفلسطيني: "عندما تعقدون هذه الاجتماعات في إسطنبول وأنقرة، ترتعش قلوب الصهاينة هنا. إننا اليوم هنا، وسنكون غداً هنا أيضاً. ماذا يقول أخونا الكبير عمر قره أوغلو؟ يقول إنهم لن يستطيعوا إطفاء نور الله حتى لو جعلوا الجبال سجونا، ولن يستطيعوا حملنا على التخلي عن قضيتنا، لن نتخلى عنها أبداً".
"القدس ليست قضية العرب وحدهم"
قال يونس غَنْج، رئيس جمعية شباب الأناضول/ فرع إسطنبول، إن القدس ليست قضية جغرافية، وإن المسجد الأقصى هي قضية إيمانية. وقدم غَنْج التقييمات التالية:
"إن قوة المسلمين ستسوي بإسرائيل أرضاً بإذن الله تعالى. حفنة من مسلمي القدس يدافعون عن الأقصى، علماً أن المسجد الأقصى ليست قضية مسلمي القدس فقط، وليست قضية المسلمين العرب وحدهم، بل قضية الأمة الإسلامية التي يبلغ عددها ملياري مسلم، وقضية الإنسانية كلها. عندما يتحد المسلمون ويكونون يداً واحدةً، ويعملون من أجل بناء الاتحاد الإسلامي، ويكون الإسلام قضيتهم، ستتحرر الأقصى بإذن الله، وسنتجول في شوارع القدس دون قيودٍ، كما اجتمعنا اليوم هنا، من أجل المسجد الأقصى".