وانطلقت المسيرة التي شارك فيها عشرات الآلاف، من منطقة تونال في شارع الاستقلال حتى وصلت إلى مدرسة غلطة سراي في اسطنبول، وردد المتظاهرون هتافات تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتأكد على استمرار النضال حتى تحرير جميع الأراضي الفلسطينية.
وفي خطاب له عند نهاية المسيرة، قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية بولنت يلدريم "إن بيننا عائلات الشهداء وهم صابرون منذ ثماني سنوات، إن شهداء هذه العوائل هم أمل المجتمع، وإننا لن ننساهم. لقد أبحر الشعب الغزاوي البارحة في ذكرى مافي مرمرة في محاولة لرفع الحصار، وإننا بدورنا نحيي الذكرى مع أخواننا هناك، ولن ندعهم وحدهم في الصراع من أجل القدس."
وأضاف يلدريم قائلاً "قضية القدس ليست قضيتنا نحن فقط أو قضية جهة معينة بل إنها قضية كل الإنسانية. ولذلك، ننادي من هنا بأن مافي مرمرة والقدس لن يكونا ضحيتين للأجندات السياسية.
"القدس، تعني التحدي للصهيونية. لم يفت الأوان بعد، يمكننا أن نضع حدا لقتل الأطفال في غزة، فمشكلة مافي مرمرة لم تنته بعد، وإننا نطالب القضاء التركي بالتدخل. فالقضية لم تنته بعد وفقاً لنظام القضاء التركي. إنني أخاطب القضاء: أعلنوا أمام العالم بأن نتنياهو قاتل، واستأنفوا الدعوى."
إن قضيتنا ليست قضية جوفاء. فهناك شباب، وهناك جيل ناشئ. سيعرفون غداً الطريق إلى القدس. إننا نتوجه بالنداء لقواتنا المسلحة: لقد فقدنا في مافي مرمرة 16 شهيداً. في تلك الليلة، قتلت إسرائيل 6 جنود من قواتنا في اسكندرون على أيدي عملائها من PKK. وقد بينت التحقيقات ارتباط القتلة بتل أبيب. فأين موقف الجيش التركي من هذا؟. ينبغي أن تنقطع جميع أشكال التعاون مع إسرائيل. لقد كانت سفينة مافي مرمرة عام 2010 الخطوة الأولى في الطريق لاستقلالية القرار التركي.
"كلمة أخرى أوجهها إلى الإسرائيليين: لقد خنتم الدولة العثمانية أيضاً. الدولة العثمانية أنقذتكم من إسبانيا. والإسرائيليون خانوا الجمهورية التركية أيضاً. فقد دافعت تركيا عنكم في الحرب العالمية الثانية. إننا لن نسى مافي مرمرة أبداً، وسنواصل العمل من أجل خلاص الإنسانية من شر الصهاينة."
وفي نهاية المسيرة، وزعت وجبات الإفطار على المشاركين ليكونوا على موعد مع الإفطار عند أذان المغرب.