جريح مافي مرمرة اوغور سليمان سويلمز في غيبوبة منذ عامين ونصف
ولد اوغور سليمان سويلمز في انقرة عام 1963. كان يعمل أعمالا حرة لحسابه الخاص. شارك سويلمز في اسطول الحرية لغزة في مايو 2010. بعد الهجوم العدواني الإسرائيلي ضد سفينة مافي مرمرة، كان إسم اوغور سليمان سويلمز من ضمن اسماء الشهداء الذين استشهدوا نتيجة لهذا العدوان ولكن وبعد مرور فترة من الزمن أعلن انه من بين الجرحى وان اصابته خطيرة برصاصة واحدة او اكثر في رأسه. تحكي لنا إحدى المشاركات في اسطول الحرية حول إصابة سويلز قائلة
[video-263]
من الصعب تصديق ما حدث.. كان كل شئ بمثابة صدمة لنا ولكن اكبر ما واجهته من صدمات كان ما رأيته على سطح السفينة. كنت احاول مساعدة الجرحى عندما رأيت إحدى إخواننا ملقى على الأرض وهو مصاب بعيار ناري في مقدمة الرأس وجرح عميق في خلفية رأسه. إسم اخونا هذا هو سليمان الذي كان يرقد على جانبه على الأرض وشخص يحاول مساعدته. أخبرنا الاطباء انه لو إستلقى على ظهره ستمتلئ رئتيه بالدماء ويلقي حتفه. بينما كنا نحاول إبقائه على قيد الحياة كان بعض الإخوة بمراوح يدوية من كراتين يلوحون على وجهه. كان الدم ينزف بإستمرار من فمه. كنت من جانب احاول مسح الدم النازف منه بإحدى يدي بينما اقوم بتغيير المناشف التي وضعناها على جراحه واحاول التحدث معه. إستخدمنا عشرات من المناشف اثناء محاولاتنا لإيقاف النزيف ولكن والحمد لله نجحنا في ان نحفظ وضعه دون تدهور. قام الإسرائيليون بنقله مع باقي الجرحى في طائرات هليكوبتر بشكل همجي. أخونا سليمان الان بجانب عائلته في انقرة ولكنه للاسف لا يزال في غيبوبة. لن انساه ابدا
فاطمة محمدي / محامية / الولايات المتحدة الامريكية
[video-265]
بعد إحضاره إلى انقرة، تم نقل اوغور سليمان سويلمز ومعه مصابين خطيرين آخرين إلى مستشفى اتاتورك للابحاث بانقرة ليمكث في وحدة العناية المركزة لحوالي 8 شهور. ولعدم حدوث اي تطور إيجابي في حالته، أرسل سوليمز إلى بيته ولكنه لا يزال وللاسف الشديد في حالة خطيرة حتى يومنا هذا.
كان اوغور سليمان سويلمز يعمل في مجال التجارة، متزوج ولديه 3 اطفال أحمد (1988) وزينب كبرى (1991) وفاطمة (1997). قام بتنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة الاجتماعية بهدف تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. كان يعرف بحساسيته تجاه القضايا الإنسانية مهما كانت وخاصة كما اخبرتنا زوجته الكريمة طوبا ان لديه إهتمام خاص بفلسطين والقضية الفلسطينية.
اوغور سليمان سويلمز بلسان زوجته
السيدة طوبى، هل بإمكانك ان تخبرينا عن انشطة السيد سليمان وإهتمامه بفلسطين وكل الشعوب المضطهدة في كل انحاء العالم؟
كان سليمان حساس جدا من أجل الشعوب المضطهدة المتعرضة للقمع ويحب جدا مد يد المساعدة لهم. كان يقدم بقدر الإمكان ما يمكنه تقديمه من مساهمات ومساعدات للمؤسسات الخيرية. وكانت فلسطين هي النقطة الأكثر حساسية بالنسبة له.
كان السيد سليمان يواصل حياته المهنية بشكل جدي ولكنه لم يتردد في ترك كل شئ ويتوجه على متن سفينة إلى قطاع غزة. كيف كان يمكنه متابعة كل هذا؟
كان يضع نفسه في مكان المظلومين ويشعر بنفس الألم الذين يشعرون به دون ان يعطي قيمة لأي شئ مادي. اطفاله على سبيل المثال لم يمكنه رؤيته قبل السفر لانه اتجه مباشرة إلى السفينة قائلا : \'\' يجب علي ان اذهب لمساعدتهم \'\'. لقد كان دائما هكذا، اول من يركض لمساعدة كل هو بحاجة إلى مساعدات.
أعتقد ان السيد سليمان قد شارك السفينة من مدينة انطاليا بعد الإقامة في قاعة كبز الرياضية لمدة 4 او 5 ايام مع اشخاص من مختلف الانتماأت السياسية والاديان والاعراق. هل تحدث معك وهو في انطاليا وما هي إنطباعاته عن الاوضاع اثناء إقامته هناك؟
كنا نتكلم هاتفيا في معظم الأحيان وكان يحكي لي كل ما عاشه هناك. أخبرني ان إنجليزا قد إختار الإسلام. كان بعضهم يقرأ القرآن الكتيم بينما كان البعض يستمع للموسيقى. كان الجميع يتصرف وفقا لتقاليده وتقاليد بلده. لقد قال لي يوما : \'\' في الحقيقة كنت ارغب لو كنت انت ايضا هنا ولكن ساذهب لوحدي هذه المرة
متى كانت آخر مرة تحدثت معه؟
تحدثنا اثناء ركوبه السفينة وقل لي : \'\' لقد تحركنا وربما لن نتقابل مرة أخرى فسامحيني إن كنت اخطأت في شئ \'\' وكان هذا هو اخر حديث لنا
هل امكنك الحصول على أخبار حول زوجك بعد الهجوم الوحشي؟ كيف تجاوزتم تلك الفترة؟
لم نتمكن من الحصول على أي أخبار حول زوجي لمدة 3 او 4 ايام. بعد عودة جميع ركاب السفينة والجرحى أخبرونا ان هناك جريح وضعه خطير لا يزال يرقد في غرفة العناية المركزة في إسرائيل ومن الصعب إعادته إلى تركيا. وبتعليمات من السيد رئس الوزراء رجب طيب اردوغان ارسلوا إلينا صورة المريض لنتاكد من انه زوجي سليمان
كيف وصل إليكم خبر العدوان وماذا حدث بعد ذلك؟
كنا نتابع مع إبني اخبار الاسطول وتطوراته من خلال الموقع الإلكتروني لهيئة الإغاثة الإنسانية. في يوم 30 أيار الساعة العاشرة او الحادية عشر مساء، قيل انه هناك تعتيم للمنطقة فقال إبني \'\' هيا امي هيا بنا نذهب إلى السفارة الإسرائيلية. فاجبته انه من الافضل ان ننتظر الصباح. عند قيامنا لصلاة الصبح، شرعنا نتابع الإنترنت لنقرأ أخبار حول إعتداء دموي على أسطول الحرية وسفينة مافي مرمرة اسفر عن شهداء وجرحى. بعد الصلاة توجهنا مباشرة إلى السفارة الإسرائيلية. لم يكن هناك سوى شخص او شخصين وإزداد العدد مع مرور الوقت. قيل في البداية انه هناك 5 شهداء بينما تناقلت ايضا انباء خاطئة بان رقم الشهداء قد تجاوز العشرين. كنت انا وإبني ان زوجي هو واحد من هؤلاء الشهداء لان زوجي كان شجاعا جدا لا يخف من يضحي بحياته من اجل شئ يؤمن به.
توجهت إلى إسرائيل من اجل إحضار زوجك عن طريق الإسعاف الجوي. ماذا حدث هناك وهل امكنك لقاء السلطات الإسرائيلية؟
قام بإستقبالنا هناك موظفون من سفارتنا هناك توجهنا بعدها إلى المستشفى برفقة الأطباء الأتراك الذين قدموا معنا والذين نصحوا بان يروا سليمان ويحصلوا على معلومات مفصلة حول وضعه الصحي وبعها سيكون بإمكاني رؤيته. في البداية اخبروني بان وضع سليمان خطير جدا وانه من الممكن ان نفقده اثناء نقله ومحاولة إعادته إلى تركيا ستكون مخاطرة كبيرة جدا ولكني كنت مزعجة جدا لمجرد كونه في أيدي الإسرائيليين. تشاورت مع إبني وقررنا في النهاية جلبه إلى تركيا مهما كانت النتيجة. طلبوا من التوقيع على وثائق النقل وقبول كل المسؤولية فقلوت لهم : \'\' ايمكنكم ان تخبروني كيف تتحملون مسؤولية إصابته ولا تتحملون مسؤولية نقله؟
دعينا نتمنى لو إستيقظ السيد سليمان من غيبوبه، ما رأيك في اول شئ سيقوم بعمله؟
نتحدث فيما بيننا بعض الاحيان عن ذلك وانا متأكدة ان اول شئ سيقوم به هو العودة إلى فلسطين مرة أخرى ودون تردد
السيدة طوبى، الديك اي شئ ترغبين في إضافته ؟
ما عشناه من احداث جعلنا ننضج اكثر. رأينا الكثير من الأشياء التي لم تكن على بينة من قبل. فمعاناتنا هذه جعلتنا نفهم ما يعاني منه من يقيم في فلسطين. نفهم الآن وبشكل اوضح ما تعاني منه اسر الشهداء والجرحى هناك. لا يجب ان تنسى عائلات شهداء وجرحى مافي مرمرة ويجب على جميع المسلمين تقديم مساعدات لهم بالمعنى الحقيقي