عثمان أتالاي
على الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، يواصل المسلمون في فيتنام الذين نسيهم العالم الإسلامي مقاومتهم في سبيل المحافظة على علاقاتهم بالإسلام الذي إلتقوا به في القرن السابع
يواجه مسلمو فيتنام الذين تعرفوا على الدين الإسلامي في القرن السابع من خلال التجار المسلمين الذين زاروا المنطقة والذين يبلغ عددهم حوالي 90 ألف مسلم طوال التاريخ مختلف أنواع الظلم والاضطهاد وإضطر بسببها ما يقرب من 55 الف منهم الهجرة إلى ماليزيا
بعد فترات صعبة ومؤلمة واجهها مسلمون فيتنام من حظر تلقي التعليم الإسلامي وإغلاق المساجد والمدارس الدينية ومعسكرات الاعتقال التي بلغ عددها 70 معسكر والتي سجن فيها عشرات الآلاف من المسلمين، يكافحون الآن من أجل العيش في بيئة هادئة وآمنة يمكنهم فيها تلقي تعليمهم حول الدين الإسلامي
وقد أسفرت الحرب الأهلية في عام 1957 والهجمات الأمريكية على فيتنام عام 1965 عن مقتل حوالي 4 ملايين إنسان فضلا عن دمار هائل ماديا ومعنويا أصاب الشعب الفيتنامي والمسلمين منهم بشكل خاص
وكان للوفد الإسلامي الذي نظم عام 1991 في هو تشي مينه نقطة تحول حاسمة بشأن معيشة المسلمين في فيتنام وحياتهم الدينية بحرية . وللمسلمين الذين يعيشون في ثماني مدن في جميع أنحاء فيتنام 62 مسجدا 17 منها في مدينة هو تشي مينه أكبر المدن من جهة قوتها الإقتصادية والتي يبلغ عدد سكانها 14 مليون نسمة
والمركز الإسلامي في فيتنام هو المركز الوحيد المسؤول عن تلبية إحتياجات المسلمين هناك . ولكونه الممثل الرسمي للمسلمين في البلاد، يبذل إدريس إسماعيل قصارى جهده من أجل إقامة علاقات جيدة وفعالة مع الدول الإسلامية وتوفير كافة الاحتياجات المادية والروحية و الثقافية للمسلمين في فيتنام
كما وتمثل سفارات الدول الإسلامية الموجودة في فيتنام قناة الإتصال الوحيدة بين دول العالم الإسلامي ومسلمين فيتنام وخاصة اندونيسيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية بينما وللاسف الشديد لم يتم بعد تطوير الحوار والعلاقات مع السفارة التركية بالشكل المطلوب وليست مذكورة في اي إطار ملموس
ويمثل المسلمون حوالي واحد فقط في الألف من إجمالي عدد السكان أي حوالي 90 الف مسلم بينما يشكل البوذيين 40 بالمئة والملحدين 30 بالمئة والمسيحيين حوالي 25 بالمئة من السكان الذين يبلغ عددهم حوالي 90 مليون نسمة
وتتشكل البنية الثقافية الإثنية للمسلمين هناك من مجموعات مختلفة من بينهم مسلمين من أصل فيتنامي والأجيال الجديدة الناتجة من زواج فيتناميين بالتجار المسلمين من أصول عربية وباكستانية وهندية وماليزية واندونيسية بالإضافة إلى المسلمين الجدد الذين اسلموا
ويواصل المسلمون حياتهم في فيتنام بشكل عام بالعمل في مجالات الزراعة والتجارة وصيد السمك . ومن أهم مشاكل المسلمين هناك النقص الشديد في امكانياتهم المادية والمعنوية في تعلم الدين الإسلامي
ويعاني مسلمون فيتنام من ضغوط إجتماعية وثقافية وتربوية ونفسية من الأغلبية البوذية في الوقت الذين يحاولون فيه تلبية احتياجاتهم في تعلم الدين الاسلامي بشكل محدود عن طريق ماليزيا . ويرجع هذا النقص بشكل واضح إلى النقص الشديد في المؤسسات السياسية والثقافية والدينية والإعلامية
كما ويضطر المسلمون إلى دفن موتاهم في مقابر إسلامية تبعد مسافة لا تقل عن 5 ساعات وذلك بعد دفع مبالغ حوالي 500 دولار من أجل سيارة للنقل
لذلك وبعد التواصل مع منظمات المجتمع المدني في تركيا في الأعياد الاضحى والفطر وشهر رمضان المبارك له تأثير على الاقل بشكل إيجابي هام على المسلمين في فيتنام
بإمكانكم بتبرعاتكم ولو بمبالغ قليلة لمد يد العون وتقديم الدعم المادي والمعنوي لإخواننا في أقصى الشرق والمساهمة في تنفيذ مشاريع قيمة بالنسبة لهم من بينها معونات غذائية في شهر رمضان المبارك وتقديم لحوم الاضاحي في عيد الاضحى والمشاركة في مشاريع دعم الأيتام وإنشاء المنازل بتكلفة 2000 أو 3000 دولار وتوفير سيارة نقل الموتى وطبع ونشر الكتب الدينية وغيرها من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والتربوية
كما وبإمكانكم ومقابل 30 ليرة تركية فقط (حوالي 15 دولار) تقديم مجموعة خاصة من الكتب قامت جمعية حجر الصدقة (صدقة تاشي ) الخيرية بطباعتها باللغة الفيتنامية ليتم توزيعها في 11 بلدا من بلدان العالم . ومن بين هذه الكتب تفسير القرآن الكريم وكتاب عن الحلال والحرام في الإسلام وحياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
كما ويدعو مسلموا فيتنام كافة منظمات المجتمع المدني لزيارتهم للتعرف بهم ويرسلون للجميع تحياتهم الهادئة والمتواضعة والودية