في إطار هذه القضية، قدم للمحاكمة كل من جابي اشكينازي الرئيس السابق لهيئة الاركان الاسرائيلية وثلاثة آخرين من كبار القادة العسكريين الاسرائيليين المتقاعدين هم قائد البحرية ألفريد المارون اليعازر وليفي أفيشاي مسؤول المخابرات في القوات الجوية وعاموس يادلين رئيس دائرة المخابرات الإسرائيلية والذين إعتبرتهم المحكمة متهمين فارين بتهمة التخطيط وتنفيذ الهجوم على سفينة مافي مرمرة في المياه الدولية والتي تحمل مساعدات إنسانية من ضمن اسطول الحرية لغزة
ولم يشارك المتهمون في هذه الجلسة التي عقدت في المحكمة الجنائية السابعة في إسطنبول كما كان الحال في الجلسات السابقة، بينما مثلهم محامون من نقابة المحامين بإسطنبول وفقا لحقهم القانوني في الدفاع عن انفسهم في غيابهم. وتواصلت الجلسة بإستماع هيئة المحكمة لمقدمي الشكاوى والضحايا ومهاميهم المتواجدين في قاعة المحكمة
القاعة صغيرة، ولم يحضر الجلسة الضحايا من الخارج لانها كانت ليوم واحد فقط
وفي بيان أدلت به امام قصر العدالة في الوقت الذي بدأت فيها المحاكمة، افادت السيدة المحامية غولدن سونمز رئيسة لجنة القانون في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات ومحامية بعض الضحايا والشاكين ان طاقم السفينة كانوا قد اكدوا في معلومات قدموها لهيئة المحكمة ان السفينة كانت قد اجبرت تحت تهديد السلاح للتوجه إلى ميناء اسدود مشيرين إلى المعاملة السيئة الذين تلقوها في السجون وفي المطار اثناء مغادرتهم إسرائيل. واشارت السيدة سونمز إلى ان الجلسة عقدت في قاعة المحكمة الجنائية السابعة مضيفة: '' قاعة الجلسة صغيرة جدا بالنسبة لهذه القضية ولم يعطى إلا يوم واحد لها فهناك كما تعلمون حوالي 700 ضحية ومشتكي بعضهم من خارج تركيا. ولصغر القاعة وضيق الوقت لم يتمكنوا من الحضور والادلاء بشهاداتهم لهيئة المحكمة. يجب عقد الجلسات المقبلة في قاعة مناسبة وكافية
بيانات الضحايا
وفي تصريح له للصحفيين، تحدث السيد شاهين إبراهيم غولاريوز احد ضحايا العدوان عن ما واجهوه قائلا : '' حتى ولو لم يصدر اي قرار بشأن هذه القضية، لن تتعامل إسرائيل براحة كما هو الحال من قبل لانها ستحس بالضغوط عليها. إنها ليست مشكلتنا او مشكلة فلسطين فحسب. طالما تواجد مثل هؤلاء الطغاة على وجه الارض، فالجميع مكلفين بمواجهتهم ومحاربتهم
وافاد المصور عبد الله جامع اوغلو احد المتواجدين في السفينة وهو يتحدث عن ما واجهوه اثناء وبعد العدوان، انهم قاموا بمصادرة كافة ممتلكاته وجميع الأجهزة الإلكترونية، وانهم لم يرسلوا اليه سوى قميصين قاموا بالتبول عليها. كما واشار السيد جامع أوغلو إلى ان الجنود الإسرائيليين الذين قادوه إلى المعتقل قد قالوا له: '' ما دمتم تحبون اهل غزة كل هذا الحب، لماذا لا تأخذونهم إلى بلادكم. اخبروا سلامنا لتركيا.
وقال إسماعيل سونغور إبن الشهيد جنغيز سونغور الذي إستشهد اثناء العدوان على سفينة مافي مرمرة: '' لم يكن هدف سفينة مافي مرمرة القيام بدعم اي منظمة إرهابية او تغيير المؤسسة السياسية في غزة. كان هدف السفينة الوحيد هو التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المضطهد الخاضع لحصار منذ سنوات. كان والدي أيضا على متن تلك السفينة التي كانت تسودها قوانين الاخوة. رأيت والدي في التلفزيون بعد 5 او 6 ساعات من الإعتداء وهم يحاولون إعادته للحياة. كان جريحا وصدمت في تلك اللحظة. كان في عقولنا في آخر لحظة تحدثنا فيها انه في اسوأ الاحوال سيقومون بإعتقالهم وسجنهم بضعة أشهر في السجن ومن ثم ترحيلهم إلى خارج البلاد. ولكننا رأينا ان إسرائيل قد قامت بالتخطيط لذلك منذ عدة ايام مثلها مثلي اي منظمة ارهابية حيث كانوا قد قاموا في وقت سابق بتجهيز غرف إستجواب وعيادات ودورات مياه
وافاد إسماعيل سونغور ان هذه القضية هي الاولى من نوعها في التاريخ مضيفا : '' الآن شهد العالم كله وخاصة في أوروبا ان إسرائيل قامت بمجزرة في سفينة مافي مرمرة وشهدوا ابعاد الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة. ونتيجة لذلك، هذه القضية هي الاولى من نوعها لمحاكمة إسرائيل التي نجحت في غسيل عقول الجميع بانها لا يمكن محاكمتها ومعاقبتها. كانوا يعتقدون ان اسرائيل اكبر من الولايات المتحدة الامريكية. ولكننا نؤمن إيمان اليقين بان الله تعالى اقوى من إسرائيل وامريكا وكافة القوى البشرية. لقد بدأت المحاكمة والفترة القادمة لها اهمية اكبر. يجب ان توقن إسرائيل ان الحل لا ياتي بالظلم والإضطهاد وسفك الدماء. لا نريد اي تعويضات او إعتذار من إسرائيل، نريدها ان ترفع الحصار عن قطاع غزة
وقال الشاهد حسين شلبي: '' قاموا بإطلاق النار علينا من الغواصات والسفن والقوارب الحربية وطائرات الهليكوبتر. إستشهد 4 منا واصيب 16 شخص اثناء أول إطلاق النار على سطح السفينة. إحتجزني جنديين إسرائيليين بعد ان رأوا رخصتي لحمل السلاح وبطاقة مشاركتي في حرب قبرص. لقد هبط الجنود الإسرائيليون من المروحيات الإسرائيلية وهم يطلقون النار بشكل عشوائي
الطلب الجنائي
تطلب لائحة الإتهام من المحكمة الحكم على كل من جابي اشكينازي الرئيس السابق لهيئة الاركان الاسرائيلية وثلاثة آخرين من كبار القادة العسكريين الاسرائيليين المتقاعدين هم قائد البحرية ألفريد المارون اليعازر وليفي أفيشاي مسؤول المخابرات في القوات الجوية وعاموس يادلين رئيس دائرة المخابرات الإسرائيلية بالسجن المؤبد لتسعة مرات بتهمة التحريض على القتل المتعمد. وبالإضافة للتهم الاخرى الموجه لهم وهي التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والتعذيب المتعمد والإنتهاكات الخطيرة لسلامة الجسد وصحة الإنسان والاعتقالات والاحتجازات التعسفية وتقييد حريات التعبير والسرقة وإبتزاز الاموال وإختطاف وإحتجاز سفن بحرية دون حق ليبلغ مجموع الاحكام المطلوبة لهم 18032 سنة
تم تأجيل القضية إلى 21 مايو
واعلن محامون قضية مافي مرمرة ان هيئة المحكمة قد قررت تأجيل القضية إلى 20 و21 من مايو القادم