في عام 2007 أطلقت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية حملة تحت عنوان "سوف يُبصرون كما أنّكم تبصرون"، وتهدف هذه الحملة إلى معالجة 100 ألف شخص في قارة أفريقيا من خلال إجـراء عمليات جراحية لهم.
يشملُ مشروع الحملة 10 دول أفريقية تعاني أكثر من غيرها من مشكلة إظلام عدسة العين. وهذه الدول هي؛ مالي و النيجر و بوركينافاسو و الصومال و أثيوبيا و السوادن وغانا وبنين و طوكو و تشاد. ويستحوذ السودان على 40 بالمائة من المشروع، وبالنظر إلى الموقع الجغرافي للسودان فقد تم فيها وضع مركز المشروع. ومنذ انطلاق المشروع في عام 2007 إلى حدود بداية عام 2009 تم إجراء فحوص طبية لـ 46 ألف شخص بينما تم إجراء عمليات جراحية ناجحة على 12 ألف و 173 شخصا تمكنوا على إثرها من اعتناق النّـور من جديد.
في مستشفى عبد الفاضل ألماس للعيون في العاصمة السودانية الخُرطوم تم إنشاء مصحة ثابتة تعمل باستمرار، وغرفة للعمليات الجراحية مناسبة لإجراء عمليات إزالة إظلام عدسـة العين. وفي هذه المصحة يتم يوميّا تقديم خدمات طبية لـ150 شخصًا، ولا يطلب مقابلها أية أجـرة.
وبالنسبة إلى المرضى الذين يسكنون في المناطق الريفية بعيدا عن العاصمة الخرطوم ولا تسمح لهم ظروفهم المادية بإجراء عمليات جراحية فقد جلبت لهم مصحات متنقلة وركزت لهم في مواطن سكنهم، كما تم نصب مخيمات متنقلة للعيون وإجراء عمليات فيها وتقديم الخدمات اللاّزمة لأهالي تلك المناطق. ويقول السيد عبد الرازق عبد الله الذي قدم إلى المستشفى لمعالجة ابنته: "لقد جئت من نيالا من أجل إجراء هذه العملية، وقد علمت أن عمليات العيون يقوم بإجرائها مستشفى تركـيّ؛ حملت معي مبلغ 1 مليون جنيه (500 دولار) غير أنني لم أدفع ولو قرشا واحدًا في إجراء العملية، ما صرفته هو فقط ثمن النسخ وهو 5 جنيهات. وجميع الأدوية كذلك أخذتها مجانا. ونحن سعداء جدا بهذه الخدمة".
ويقول السيد سردار أوراكتشي منسق السودان في مشروع إزالة إظلام العدسة بأفريقيا الذي تقوم به هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية: "العمليات التي نجريها هنا هي في مستوى ما يتم إجراؤه في تركيا. ونحن نجري سبرا للآراء بخصوص آراء المواطنين وشعورهم. ونريد أن نعرف هل زالت المشاكل التي يعانون منها في عيونهم أم لا؟ وفي الحقيقة كان جوابهم دائما بالشكر والعرفان".
لقد تمكنت هيئة الإغاة والمساعدات الإنسانية من إجراء العمليات الجراحية في أفريقيا بفضل تبرعات قيمة الواحدة منها 100 ليرة تركية قدمت من قبل أهل البر والخير في تركيا. وأنتم كذلك يمكنكم أن تساهموا في إعادة نور البصر لأحد المرضى في أفريقيا الذين ينتظرون الفرج منذ سنوات.