كما هو الحال في عشرات الدول والمناطق في مختلف بقاع الارض، تواصل هيئة الإغاثة الإنسانية تقديم دعمها الشامل لكافة المجالات وعلى أساس منتظم ل3,609 يتيم في 44 مدينة تركية وتلبية إحتياجاتهم هم واسرهم في تلك المجالات من مأوى وتعليم ورعاية صحية وإجتماعية وثقافية وترفيهية. من ضمن هذه المشاريع، قامت فرق الهيئة في المدن التركية كهرمان ماراش واضنة وشانلي اورفا بعد دراسات وفحوصات لمنازل الايتام في المنطقة بتحديد 20 منزلا في حالة سيئة جدا وإصلاحها وتسليمها لاصحابها قبل حلول فصل الشتاء. ساهم في هذا المشروع كل من منظمة راف الخيرية القطرية وبلدية اسنلر بإسطنبول ومجموعة إيكيب التركية في وسائل الاعلام الاجتماعية والعديد من اهل الخير والإحسان
وأعربت إحدى السيدات التي تستعد للإقامة في بيت دافئ مع إقتراب حلول فصل الشتاء عن مشاعرها تجاه ذلك قائلة : '' اقيم انا وايتامي الخمسة في مدينة شانلي اورفا. لقد كان وضعنا سيئا ايضا بينما كان زوجي على قيد الحياة. كنا نعمل في اعمال موسمية. فقد زوجي حياته في حادث سير قبل 3 اعوام تاركاً لي وحيدة مع 5 ايتام. ظروفنا المعيشية سيئة للغاية. نعيش نحن الستة في منزل بغرفة واحدة من الطوب مساحته 38 متر مربع. رما لا تصدقوني ولكننا نستخدم هذه الغرفة الوحيدة كغرفة نوم ومطبخ وحمام بجانبها مرحاض بغير سقف او باب. إلى ان جاء فريق من متطوعي هيئة الإغاثة الإنسانية لتفقد اوضاعنا هنا فقمت بسؤالهم '' هل بإمكانكم مساعدتنا ؟'' فاجابوني بانهم سيسعون بإذن الله جاهدين لمساعدتنا وذهبوا فقلت لنفسي لن يأتوا من جديد وفي داخلي امل في ان يعودوا لمساعدتنا
وبعد فترة وصلنا فريق من متطوعي الهيئة واخبرونا انهم بإذن الله تعالى سيقومون بإنشاء منزلنا سائلين إذا كان لدينا اي قطعة أرض غير تلك التي نقطنها فاخبرتهم انه للاسف الشديد ليس لدينا اي قطعة أرض. فاجابوني ان قطعة الارض هذه ومساحتها 38 متر مربع صغيرة جدا وغير كافية لتنفيذ مثل هذا المشروع ولكنهم سيحاولون إيجاد حلا لذلك. فرحنا جدا عندما علمنا انهم قد اقنعوا والد المرحوم زوجي بتوسيع الارض لحوالي 66 متر مربع. شعرنا بالفرحة وكاننا في حلم جميل. ارسلوني إلى قريتي واخبروني ان آتي بعد شهر ونصف. ذهبت انا واطفالي إلى القرية واقمنا بجانب اقاربنا. عند عودتنا وجدنا مكان بيتنا القديم بيت اكبر واكثر جمالا وروعة بالنسبة لنا بحمام ومطبخ ومرحاض منفصلة تماما عن بعضها البعض بكل مستلزماتها الرئيسية من كدولابات المطبخ وطلاء الجدران والتركيبات الكهربائية والمياه حتى انهم قاموا بتزويد المنزل باثاث منزلي لم نكن انا واطفالي نحلم حتى في رؤيتها. الحمد لله عز وجل فكل شئ حقيقي وليس بالحلم. نقيم الان انا واولادي في البيت التي قامت هيئة الإغاثة الإنسانية بإنشائه من اجلنا وخاصة الأطفال سعداء للغاية بذلك. يشاركنا جيراننا فرحتنا ويقومون بزيارتنا للتبريك بالبيت الجديد والدعاء للهيئة بكل الخير. بارك الله كل من ساهم وشكرا جزيلا لهيئة الإغاثة الإنسانية