كانت باستقبالها أيضا حوالي 80 قارب صغير، تزينهم الأعلام الفلسطينية التركية التي كانت الحشود تلوح بها في كل مكان.
و كانت صور الشهداء التسعة تزين السفينة، التي تعرضت لهجوم القوات الإسرائيلية فجر 31 مايو في قلب المياه الدولية، عندما كانت تحاول مع 5 سفن أخرى كسر الحصار عن غزة، حاملة على متنها حوالي 600 متضامن، من 36 دولة.
و رغم الفرح الذي عم المستقبلين للسفينة، إلا أن الحزن خيم عليهم بحضور أرواح الشهداء التسعة الذين فقدوا حياتهم على يد القوات الإسرائيلية.
كما استقبل السباحان التركيان ألبير سوناشوغلو و أكرم أردا السفينة سباحة، في رسالة سلام و إنسانية.
عند رسو السفينة في الميناء، فتحت أبوابها أمام عوائل الشهداء لزيارتها، إلى جانب المتضامنين الذين كانوا على متنها و الذين جاؤوا إلى إسطنبول لإستقبالها، من حوالي 50 دولة مختلفة.
كان الميناء مجهزا بشاشات ضخمة، لتمكن الذين لم يستطيعوا الوصول إلى الميناء، بمتابعة برنامج الإستقبال، كما صدحت الأناشيد الفلسطينية و المقاومة في أرجاء المكان.
و ألقى بولنت يلدرم رئيس IHH خطابا بهذه المناسبة، إضافة لمجموعة من المتضامنين الأجانب الذين كانوا حاضرين، و أفراد من عوائل الشهداء، و قال في خطابه : \'\' الذين يلقون اللوم علينا، عليهم أن يخجلوا من أنفسهم عندما يشاهدون هذا الحشد الذي أتى اليوم لإستقبال السفينة، نحن انطلقنا من أجل المساعدات الإنسانية، شهداؤنا فقدوا حياتهم من أجل تحقيق هدف إنساني، إذا كان هناك من يجب مساءلته فهي إسرائيل. يتهموننا أننا قاومنا، ماذا ينتظرون ؟ إذا دخل لص أو مجرم إلى بيتك، هل ستبقى صامتا، و لا تدافع عن نفسك و أسرتك و عرضك ؟ \'\' و تابع : \'\' إسرائيل تقول لنا إبقوا بعيدين عنا، و سنترككم في حالكم، و نحن نقول هلا، ابتعدي عن فلسطين، و سنبتعد عنك..!!و مادام الحصار مستمرا، فأعداد أخرى من السفن ستنطلق مجددا لكسره \'\'
كما لم ألقى والد الشهيد الشاب فرقان دوغان كلمة مؤثرة قال فيها : \'\' مافي مرمرة عادت لوطنها من جديد، ألمنا كبير، و أدعو الله أن يلهمنا الصبر، هذا إحساس مختلف، لا يمكن للكلمات وصفه، المكان الفارغ الذي تركه شهداؤنا في حياتنا يزيد يوما بعد يوم. لقد انتظرنا ساعات في الميناء في تشاناكالي من أجل ركوب السفينة، و كانت هذه الرحلة مهمة جدا بالنسبة لنا و تعني الكثير، لكن السلطات لم تسمح لنا بهذا، و نحن نسلم أمرهم لله، لمنعنا من عيش هذه التجربة.\'\'
و أكد جميع الناشطين الذي ألقوا كلماتهم، أنهم لن يتراجعوا خطوة واحدة للخلف، و سيواصلون المقاومة من أجل كسر الحصار عن غزة.
و ستبقى مافي مرمرة مفتوحة في وجه الزوار لمدة أسبوع، ليتم أخذها بعد ذلك إلى ترسانة توزلا، لإخضاعها للفحوصات الازمة.
كما سيتم إرسالها إلى دول أخرى لتحكي مأساة الشعب الفلسطيني لكل العالم