قام مسؤولون من المؤسستين الإغاثيتين باصطحاب فاطمة إلى مركز إعادة التأهيل وتركيب الأطراف الاصطناعية والذي أنشأته هيئة الإغاثة الإنسانية IHH بالتعاون مع بيت الزكاة الكويتي وجمعية الأطباء الدوليين (AID) وذلك في بلدة سرمدا بإدلب. وقام الأطباء في المركز الطبي بفحص ومعاينة فاطمة والبدء في المرحلة الأولى من علاجها بتطبيق برنامج تمارين رياضية لها وذلك لمدة 15 يوماً، ليقوموا لاحقاً بتركيب الساق الاصطناعية لفاطمة في حال كانت شروطها وظروفها الصحية والبدنية ملائمة.
زارت IHH منزل فاطمة؛ التي فقد ساقها بقصف جوي وهي ذاهبة لشراء ملابس العيد في الثالثة من عمرها، وسلمت عائلتها مواد غذائية وأدوات منزلية.
قصة فاطمة
غادرت عائلة فاطمة منزلها في حلب قبل نحو عامين وهاجرت إلى إدلب بسبب الهجمات العنيفة للنظام وتعيش العائلة اليوم حياة شاقة وعسراً وضيقا مادياً. أصرت فاطمة على الذهاب إلى المدرسة برغم كل الصعوبات وبرغم أنها فقدت ساقها عندما كانت في الثالثة من عمرها وذلك إثر هجوم شنته طائرات حربية على السوق الذي كانت فيه برفقة والدتها وشقيقها بغية شراء ملابس العيد. كانت فاطمة تتسوق مع والدتها وشقيقها البالغ من العمرعامين في سوق تل حدية جنوبي حلب حين شنت الطائرات المقاتلة هجوماً قُتل فيه العديد من المدنيين، وأُسعفت فيه فاطمة إلى المستشفى بعد أن فقد وعيها لتكتشف في المستشفى بعد أن أفاقت من غيبوتها أنها فقدت شقيقها وإحدى ساقيها.
في حديثها عن الهجوم قالت شيرين نصوح والدة فاطمة إن السوق كان مضرجاً بالدماء، وأوضحت مضيفة: "كانت جثث النساء والأطفال في كل مكان، تطايرنا أنا وابني وابنتي من شدة الهجوم، قُتل ابني على الفور، وكان آخر مارأيته منه هو شخص يرفع جثمانه، قُطعت ساق فاطمة في الهجوم وأصبت أنا أيضا ببعض الشظايا لكني احتضنت فاطمة على الفور وهرعت بها الى المستشفى". وأشارت الأم شيرين إلى أنهم واصلوا العيش في حلب بعد ذلك الهجوم ولكن ومع سيطرة النظام السوري على المنطقة وارتفاع وتيرة هجماته اضطروا للهجرة إلى إدلب. وقالت شيرين وهي أم لخمسة أطفال إن وضعهم المادي سيء جداً وأضافت "زوجي لا يستطيع الوقوف على قدميه لفترة طويلة بسبب مرضه فهو يصاب بالدوار والإغماء حين يضطر للوقوف مطولاً ولذا فهو لايستطيع العمل ونحن وللأسف في وضع مادي سيء للغاية".
كان حلم فاطمة أن تتلقى علاجاً في تركيا وتحصل على ساق اصطناعية
تنطلق فاطمة كل صباح ممسكة بعكازيها لتمشي وبساق واحدة مسافة لاتقل عن 3 كيلومترات وذلك للوصول إلى مدرستها. وتشرح والدة فاطمة حال ابنتها قائلة: "تواصل فاطمة الذهاب إلى المدرسة بكل عناد ولاتتوقف عن ذلك برغم المطر والوحل في الشتاء" فيما تتابع فاطمة مضيفة: "أريد أن أصبح طبيبة أطفال عندما أكبر كي أقوم بتركيب أطراف صناعية للأطفال الذين قطعت أطرافهم". أثارت فاطمة اعجاب من حولها بمثابرتها وعزيمتها وبرغم صغر سنها وبرغم كل الآلام التي تقاسيها وهي التي كانت تتمنى أن تتلقى العلاج في تركيا، وسيتحقق حلم فاطمة بفضل دعم أهل الإحسان والخير.