Version:1.0 StartHTML:0000000168 EndHTML:0000007654 StartFragment:0000000468 EndFragment:0000007637
أيمن خالد
جريدة القدس العربي :
تمكنت من رؤية الصورة الكاملة لهيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية عبر العديد من الجولات التي قمت بها في مختلف المناطق التركية، و استطعت رؤية حقيقة هذه المؤسسة العملاقة عبر أعين الفقراء.
ينسكب سيل الخير الذي يتدفق من هذه المؤسسة، ليشمل 120 منطقة و دولة في العالم، الشيء الذي يستدعي التأمل في هذا الجهد العظيم بعين التقدير و الإحترام.
لا تملك الهيئة نهر بترول أو ذهب، لكن لها عقلا مدبرا راجحا، و نظام عمل دقيق و مدروس يساهم في خلق إدارة ناجحة داخل المؤسسة، مما جعلها تصبح في مدة قصيرة مؤسسة دولية رائدة في مجالها.
الدعم المادي يأتي من المدن التركية، لكن إذا تم دعم هذه المؤسسة من الخارج أيضا و من الدول العربية و خاصة دول البترول، سيساهم هذا في جعلها مؤسسة عالمية تحمل على عاتقها كل الأعمال الخاصة بمساعدة البشرية جمعاء.
IHH لا تمييز لفعل الخير :
تجسد هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية صورة حية لقلوب الشعب التركي الرحيمة التي تدعم و تضع ثقتها فيها كمؤسسة إنسانية، و الأهم أن الشعب التركي يدعم أعمال المساعدات التي تقوم بها الهيئة خارج تركيا، بدون تمييز بين الديانات و الأعراق.
يتبادر إلى ذهني سؤال ملح : ما الذي يمنع باقي الشعوب و القوميات من أن تضع الكرامة الإنسانية في القمة، و تجعل أهمية الإنسان وعدم التمييز بين عرقه و ديانته أساس لمعادلاتها ؟ما الذي يمنع تحقق هذه المعجزة الأخلاقية و الإنسانية ؟
هذه المؤسسة تقوم بدور إنساني رائد في عالم أصبح يحكمه قانون الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف، إذ تقدم المساعدات الإنسانية و تمد يدها بابتسامة أمل تعيد بها السعادة و الأمان لكل المحتاجين.
خلال جولاتي في بلاد الأناضول مع الزميل آدم أوزكوسي، اكتشفت عظمة هذه الأمة و عالمها الرائع و أحقيتها في تبوأ مكانتها بين دول العالم كدولة ذات وزن و قوة. ففي حين تتسابق الأمم لامتلاك الأسلحة النووية، فإن تركيا تترك بخطى ثابتة و سريعة نحو خلق نسيج إنساني يوحده الرحمة و التضامن.
باعتقادي، على منظمة الأمم المتحدة أن تتنحى لتفسح المجال أمام هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية للقيام بمهامها، أعتقد أن هذا الوضع سيكون مصدر إرتياح الشعوب و المحتاجين في كل مكان.